المغرب الذي نريد

مدونة مفتوحة للنقاش الهادئ والأفكار المثمرة من أجل غد أفضل

تقديم لا بد منه

Paris Mai 2007 051

حينما اخترت اسما لهذه المدونة، كنت أبحث في الواقع عن اسم يعبر عن حاجة المغاربة إلى معرفة أنفسهم وتمثلهم الصحيح لواقعهم وما يأملون تحقيقه لبلدهم، ولم أبحث عن عناوين مشابهة في الأنترنيت. ولكنني فعلت ذلك هذا  اليوم، وبحثت في محرك غوغل عن جملة : المغرب الذي نريده، فوجدت مواقع كثيرة ومقالات ومساهمات تحمل الإسم نفسه ، وهذا يعني أن السؤال يفرض نفسه على الكثير من المهتمين بالشأن المغربي  من منطلقات مختلفة. وأرجو أن لا يعتبر هؤلاء أنني سطوت على عنوانهم ، الذي يعتبر عنوانا عريضا يتسع لاستعمالات متعددة ، ويمكن أن يكون أيضا اسما لحزب جديد أو جمعية من جمعيات المجتمع المدني. إن هذه المدونة هي في طور التجربة، ولا يمكنها أن تستمر وتخلق تفاعلا قويا معها إلا بمساهمة كل المهتمين. وقبل الانطلاق الفعلي لها سأعمل على تزويدها ببعض الإسهامات الأولى لتوضيح الأفكار المبتغاة من إنشاء هذا الموقع . أود أولا  أن أستغل هذه الكلمة لأعرف بنفسي، إذ لا شك أن أول ما يتبادر إلى ذهن المتصفح للمدونة هو التساؤل عن الشخص الذي وراءها، وعن الدوافع التي أفرزت إنشاءها.  أنا باحث في التاريخ، وأستاذ جامعي متقاعد، متابع لكل ما يطرأ من أحداث ولجل النقاشات التي تتم في صفحات الأنترنيت وخاصة الصحافة الإلكترونية، التي أصبحت تجتذب جمهورا عريضا من القراء، الذين يستطيعون المشاركة ببساطة ويسر في مناقشة المقالات التي تصدر والرد عليها بدون تعقيد. اهتماماتي التاريخية منصبة على تاريخ المغرب الحديث والمعاصر وعلى التاريخ الاقتصادي والدبلوماسي والديني والاجتماعي، وأنا عضو في الجمعية المغربية للبحث التاريخي ، وفي مركز محمد بن سعيد أيت يدر للدراسات والبحث، ولدي مجموعة من المقالات والكتب المرتبطة بمجال تخصصي. كان هدفي الأول إنشاء صفحة متخصصة في قضايا تاريخ المغرب ، والدافع لذلك هو ما لاحظته من تهميش للتاريخ والمؤرخين في القضايا الأساسية المطروحة على النقاش بين المغاربة، وخاصة ما يتعلق منها بالهوية ونظام الحكم والقضايا الوطنية المختلفة، حيث إن المؤرخين الأكاديميين الذين راكموا إنتاجات غزيرة ، ولهم خبرة ودراية بتاريخ المغرب مبعدون عن المشاركة في توضيح الرؤى، وتفسير واقع المغرب وتاريخه وما يتعلق بحضارته وهويته وأصول سكانه وتطورهم وتطور العلاقات بينهم . وفي المقابل نجد الكثيرين يتعسفون على التاريخ ، ويقدمون تاريخا مبتورا أو ناقصا أو مشوها، لا صلة له بالتاريخ الذي أفنى الأكاديميون أعمارهم في بحثه، تاريخ هو في الواقع التاريخ الذي أفرزه التكوين الضعيف لكل مستشهد به، والذي يتضمن اجتزاء واختيارا تعسفيا وتأويلا شخصيا ، بحيث أصبح لكل من هؤلاء تاريخه الذي تنتفي فيه الموضوعية والحياد والعلمية، والذي يوظف بتعسف وتسرع لخدمة أهداف ومصالح سياسية ، ولتأكيد نظريات لا علاقة لها بأحوال المغرب في الماضي . عندما شرعت في إعداد هذه المدونة ، تبين لي أن الاقتصار على التاريخ سيكرس الفكرة السائدة عن أن التاريخ علم بعيد عن الواقع ويهتم بالماضي والأموات، ولا معنى له بين العلوم الإنسانية الأخرى، ولذلك وسعت مجال المدونة ليشمل الحاضر والمستقبل، ولنبين جميعا أهمية التاريخ في المساهمة الجماعية من أجل تقدم المغرب بالشكل الذي نتمناه نحن المغاربة، وهنا فإن اللجوء إلى التاريخ من شأنه الإجابة عن تساؤلات كثيرة، فالتجارب الإنسانية متنوعة ، واستلهامها ضروري ، والمعرفة الصحيحة بأحوال المغرب وسكانه ونظم حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تمكن لا محالة من فهم واقعه الحالي، وسأسعى مع من سيساعدونني من الإخوة والأخوات في تيسير المعرفة التاريخية سواء بربطها مع الأوضاع الحالية أو بتوفيرها للراغبين في ذلك قصد التعرف على أحوال بلدهم، وبالتالي تمكينهم من أدوات الإعتزاز بهذا البلد ، الذي ليس أفضل الدول ولا أسوأها ولكنه بلد مثل كل البلدان له ما له وعليه ما عليه ، والتاريخ مرآة لمعرفته من كل الجوانب. من نحن ؟ وما هو المغرب ؟ ومن هم سكانه؟ والتطور الذي تم عبر التاريخ في مختلف المجالات ، هذه بعض المواضيع التي سنبدأ بها ، وما الذي لا يعجبنا ولا نريده ، وهي فكرة فاه بها تلقائيا جلال بوزيان ، الذي اطلع على فكرة المدونة في المهد وقال لي ، من أجل معرفة ما الذي نريد ، يجب أن نعرف ما لا نريده، فبضدها تتميز الأشياء، والمدونة مفتوحة لكل المشاركات، ولكن لي ملاحظة أرجو أن يعيها كل متصفح للمدونة، المشاركة متيسرة لمن أراد، بشروط احترام الرأي المعروفة ، ولكن علينا تجنب الكتابة من أجل الكتابة، فهناك عدد من الناس يكتبون ويعلقون أي تعليق يحلو لهم، ومنهم من تخصص في سب أي رأي يعارضه، ومنهم من هو دون مستوى الكلام الذي يعبر عنه، وأفضل شيء يمكن نصح المتصفحين به هو نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم : قل خيرا أو فاصمت، يمكن أن تطرح سؤالا للاستفادة ، أو تعقب عندما تعتقد بوجاهة رأيك ويكون لك إلمام بالموضوع، أما التدخلات والردود الفجة والتي تعبر عن نقص في المعرفة أو السطحية أو غير ذلك فالأحسن الاحتفاظ بها وترك المجال للردود التي تفيد الجميع ، والتركيزعلى الموضوع دون مساس بالشخص صاحب الرأي. مع تحياتي ومتمنياتي لهذه الصفحة بالنجاح في تحقيق أهدافها وجلب العديد من المشاركين.

عثمان المنصوري

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: